-A +A
شوقي عبدالقادر (القاهرة)
أعلنت قوات الأمن المصرية أمس حالة تأهب أمني على الحدود الجنوبية لمصر مع السودان لإحباط محاولات هروب عناصر الإخوان فيما نفت الخارجية السودانية أمس تلقيها أية معلومات من جهة رسمية في مصر تشير إلى ضلوع أي تورط مواطنيين سودانيين في الإحداث التي تشهدها الساحة المصرية في إشارة إلى الأنباء التي تواترت عن إلقاء القبض على قناص يحمل الهوية السودانية يوجه طلقات نحو أفراد أمن مصريين وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير أبو بكر الصديق أن الوزارة أطمأنت على أوضاع السودانيين بمصر وتأكدت من عدم وجود أي خطر علىهم.
وكان اختفاء عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان منذ فض اعتصام رابعة العدوية قد أثار تساؤلات عديده حول سيناريوهات هروب قيادات الإخوان داخل مصر وخارجها بدعم من قيادات الجماعة التنظيمية الشبابية وعناصر التنظيم الدولي وبعض الدبلوماسين الأجانب الموجودين في مصر ..

وأحد هذه السيناريوهات يرجح اتجاه القيادات الهاربة تأمين الحدود الجنوبية إلى الأراضي السودانية من خلال درب الأربعين محافظة بمحافظة الفيوم ثم أسيوط وصولا إلى الصحراء الغربية والمدقات الرملية فيها حتى الوصل إلى مدينة دارفور السودانية ومنطقة كردفان مستغلين النفوذ القوى لجماعة الإخوان في المنطقة والعلاقات الوثيقة بين الشيخ على جاويش القيادي الإخوانى السوداني ومكتب الإرشاد بالقاهرة .. هذة العلاقات التي أكدها دبلوماسي سوداني في القاهرة لـ «عكاظ» السيناريو الثانى يشير إلى أن هروب عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى الحدود الغربية، عبر سيارات «ملاكي» عادية ظهر يوم فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وقبل فرض حظر التجوال بنحو 5 ساعات، لتتمكن خلالها تلك السيارات من الوصول إلى مدينة مطروح ومنها إلى السلوم والحدود الغربية مع الأراضي الليبية، بعد تنسيق واتصال مع عناصر الإخوان المسلمين في ليبيا لتسهيل عمليات التسلل من الحدود، ومغافلة قوات حرس الحدود المرابطة على منفذ لسلوم البري، والأماكن المحيطة به.
السيناريو الثالث لفرار قيادات الإخوان عن طريق التحرك من طريق الواحات حتى سيوة عبر طرق ومدقات رملية وعرة حتى الوصول إلى واحة جغبوب الليبية، بعد التنكر وتغيير بطاقات الرقم القومي وجوازات السفر، نظرا لوجود أكثر من نطقة حدودية في تلك المنطقة، وبعد الوصول إلى واحة جغبوب الليبية، يتم استقبالهم من خلال جماعة الإخوان المسلمين هناك وتوفير أماكن آمنة لهم داخل الأراضى الليبية، لحين استقرار الأوضاع وتخفيف القيود على عمليات التحرك وانتهاء حظر التجوال المفروض من قبل قوات الجيش والشرطة المصرية.
السيناريو الرابع لهروب قيادات جماعة الإخوان المسلمين يرجح هروبهم إلى تركيا، من خلال سواحل البحر المتوسط، والتحرك من خلال مراكب الهجرة غير الشرعية، في مدن الوجه البحرى الساحلية مثل كفر الشيخ ودمياط والبرلس، أو مدينة العريش بشمال سيناء، حيث إنه من الممكن فرار رموز الجماعة من تلك المناطق، للسير في البحر المتوسط، والوصول إلى قبرص، ومنها إلى تركيا مباشرة، التي يرحب التنظيم الدولي بها بوجود أي عناصر مصرية تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وفق توجيهات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي ينتمى فكريا للجماعة.
ويعد سيناريو تهريب قيادات جماعة الإخوان إلى تركيا هو الأقرب للواقع، نظرا لكثرة الطرق المؤدية إلى تركيا، وقلة المخاطر، التي قد يتعرضون لها خلال عملية الفرار، وأخيرا الدعم التركي الواضح لقضية الإخوان، وترحيبه الواسع بقيادات الجماعة، في مختلف المدن هناك، والسماح لهم بإقامة ندوات أو مؤتمرات وتنظيم مسيرات وتظاهرات ضد الجيش المصري.
السيناريو الخامس لهروب قيادات الإخوان يشير إلى أن تواجدهم داخل بعض القرى في الصعيد والمحافظات، ومناطق جنوب وغرب الجيزة التي تسيطر علىها الجماعة الإسلامية والتيارات السلفية مثل كفر الجبل وكرداسة وكفر غطاطي، والمعتمدية حيث تسيطر الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية المسلحة على الأوضاع هناك بشكل كبير، وتحمل أسلحة ثقيلة، تمكنها من مواجهة رجال الجيش والشرطة بشكل مباشر، بدعم من بعض العائلات الكبيرة هناك على رأسها عائلة «الزمر» التي تسيطر على جزء كبير من قرى تلك المنطقة.